جامعة قناة السويس تستضيف الدورة الـ22 لملتقى التعاون الصيني الأفريقي... بحضور نخبة من الخبراء والدبلوماسيين




كتب : احمد سلامة

نظم معهد كونفوشيوس بالتعاون مع المعهد الصيني للدراسات الأفريقية التابع لأكاديمية العلوم الاجتماعية ببكين، تحت رعاية الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، فعاليات الدورة الـ22 من ملتقى التعاون الصيني الأفريقي، وذلك يوم الأربعاء 26 فبراير بقاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة. 

شهد الملتقى حضور نواب رئيس الجامعة، الدكتور محمد عبد النعيم نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب ، والدكتور محمد سعد زغلول نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث.

جاء الحفل بإشراف الدكتور حسن رجب، وما وينبوا، مديرا معهد كونفوشيوس بالجامعة، والدكتور صفوت عبد المقصود عميد كلية الألسن إلى جانب وكلاء الكليات وطلبة أقسام اللغة الصينية.

وشارك في الملتقى نخبة من الشخصيات البارزة من الجانبين الصيني والمصري. 

فقد حضر من الجانب الصيني الدكتور تشو يونفان، نائب رئيس معهد البحوث الصيني للدراسات الأفريقية، والدكتور تانغ تشيتشاو، الباحث الأول بالمعهد، بالإضافة إلى الدكتور تساى يوتشو، الباحث الأول بمعهد البحوث الصيني للدراسات الأفريقية، والدكتور تشى تشيانغفاى، الباحث بالمعهد ذاته. 

أما من الجانب المصري، فقد حضر السفير علي حفني، مساعد وزير الخارجية وسفير مصر السابق في الصين، ونائب رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية، كما شارك الدكتور ضياء حلمي الفقي، الأمين العام المؤسس لغرفة التجارة المصرية الصينية بالقاهرة، وعضو مجلس الشؤون الخارجية المصري.

بدأت فعاليات الملتقى بعزف السلام الوطني لكل من مصر والصين، أعقب ذلك تقديم كلمات ترحيبية.

هذا وأكد الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، خلال كلمته في الدورة الـ22 من ملتقى التعاون الصيني الأفريقي، على التطور الكبير الذي شهدته علاقات الجامعة مع المؤسسات الأكاديمية الصينية.

واسترجع ذكرياته عندما كان أول عضو هيئة تدريس من جامعة قناة السويس يدرس في الصين عام 2004، مشيرًا إلى أنه اليوم، يوجد في كل كلية بالجامعة عضو هيئة تدريس أو باحث أو خريج يواصل دراسته في الصين، وهو ما يعكس عمق العلاقات الأكاديمية بين الجانبين.

وشدد رئيس الجامعة على أن إدارة الجامعة، بالتعاون مع نوابها، تحرص على تعزيز الشراكات الدولية، وبالأخص مع الجانب الصيني، إيمانًا بالتناغم الثقافي العريق بين الحضارتين المصرية والصينية، باعتبارهما من أقدم الحضارات التي ساهمت في تشكيل التاريخ الإنساني. وأكد أن الجامعة تعمل بشكل مستمر على دعم أواصر الصداقة والتعاون مع المؤسسات التعليمية والبحثية في الصين، مشيرًا إلى أن جامعة قناة السويس تُعد من أكثر الجامعات المصرية ارتباطًا بالشراكات الأكاديمية الصينية، حيث يضم قطاع الدراسات العليا بالجامعة عشرات البروتوكولات البحثية والعلمية المشتركة، فضلًا عن مشروعات بحثية متقدمة يتم تنفيذها بالتعاون مع الجامعات الصينية.

وفي سياق حرص الجامعة على تطوير التعاون الأكاديمي، أبدى الدكتور ناصر مندور دعمه لمقترح إنشاء مركز متخصص في العلوم الإنسانية بالشراكة مع الجانب الصيني، بما يسهم في تعميق الفهم المشترك بين الثقافتين المصرية والصينية، ويعزز من دور البحث العلمي في تطوير العلاقات بين البلدين. كما وجه رسالة إلى طلاب الجامعة وأعضاء هيئة التدريس، مشددًا على أهمية التدريب، خاصة في مجال اللغة الصينية، باعتبارها من الأدوات الرئيسية لتعزيز فرص التعاون الأكاديمي والمهني مع الصين.

وفي ختام كلمته، أعلن رئيس الجامعة عن حدث أكاديمي بارز ستستضيفه جامعة قناة السويس يوم 16 أبريل المقبل، حيث ستكون أول جامعة خارج الصين تستضيف الملتقى العالمي الأفريقي الصيني، وهو ما يعكس المكانة المتميزة للجامعة على المستوى الدولي، ويعزز دورها كجسر للتواصل والتعاون بين أفريقيا والصين في المجالات العلمية والثقافية.

وبدورها، أوضحت الدكتورة تشو يونفان، نائب رئيس معهد البحوث الصيني الأفريقي، خلال كلمتها في ملتقى التعاون الصيني الأفريقي، أن الخبرات المشتركة والأهداف المتشابهة جعلت الصين وأفريقيا أقرب إلى بعضهما البعض، حيث يدعم الجانبان بعضهما البعض في مسارات التنمية الاقتصادية والتجديد الوطني، مما عزز من نطاق التعاون بينهما بشكل مستمر.

وأضافت أن الرئيس الصيني شي جين بينج، في خطابه الرئيسي خلال قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي لعام 2024، اقترح الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين الصين والدول الأفريقية التي تربطها بها علاقات دبلوماسية إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية، مؤكدًا على أهمية بناء مجتمع صيني أفريقي دائم الصمود بمستقبل مشترك في العصر الجديد.

وأشارت إلى أن تعزيز هذا التعاون سيسهم في دعم مبادرة الحزام والطريق، مما يرفع مستوى الشراكة الصينية الأفريقية إلى آفاق جديدة وغير مسبوقة. 

كما أكدت أن هذا التطور يعكس التزام الصين بتعزيز التعاون مع أفريقيا وخاصة مصر في مختلف المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة ويدعم جهود التنمية المستدامة في القارة.

ومن جانبه ، أكد الدكتور حسن رجب، المدير التنفيذي لمعهد كونفوشيوس، أن معهد كونفوشيوس يُعد جسراً للتواصل بين الثقافتين الصينية والمصرية، مُعرباً عن تطلعه إلى تعزيز الفهم المتبادل والصداقة بين الشعبين، مرحباً بالحضور ، مشيداً بالدور الريادي للمعهد في تعزيز التعاون الثقافي بين مصر والصين، موضحاً أن الملتقى يأتي ضمن سلسلة من الفعاليات الثقافية الهادفة إلى نقل الثقافة الصينية إلى الطلاب المصريين وتعميق معرفتهم بها.

فيما أكد السفير على حفني على أهمية التعاون الصيني الأفريقي في مختلف المجالات، مشيراً إلى الدور المحوري الذي يلعبه البحث العلمي في تعزيز العلاقات بين الجانبين، ودعم فرص التعاون المشترك في ظل التحديات العالمية الراهنة.

هذا وقد حرص الدكتور ناصر مندور على اهداء درع جامعة قناة السويس لكل من: الدكتور ضياء حلمي، والدكتورة تشو يونفان، والسفير على الحفني تقديراً لمشاركتهم في فعاليات الملتقى.

وتضمنت فعاليات الملتقى سلسلة من المحاضرات العلمية المتخصصة، حيث قدم الدكتور تساى يوتشو محاضرة بعنوان "التخفيف من حدة الفقر الرقمي في الصين وآفاق التعاون الصيني الأفريقي"، تناول فيها سبل توظيف التكنولوجيا الحديثة في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالقارة الأفريقية. كما ألقى السفير علي حفني محاضرة بعنوان "الوضع الحالي وتحديات العلاقات الأفريقية الصينية"، استعرض خلالها التحديات التي تواجه العلاقات بين الصين وأفريقيا، والفرص المتاحة لتعزيزها في ظل المتغيرات الدولية.

وشهد الملتقى أيضًا محاضرة للدكتور تانغ تشيتشاو بعنوان "التعاون الاستراتيجي بين الصين وأفريقيا في إطار الجنوب العالمي"، حيث تطرق إلى أهمية التعاون بين الدول النامية لتعزيز التنمية المستدامة. كما قدم الدكتور ضياء حلمي الفقي محاضرة بعنوان "أهمية وتأثير انضمام مصر إلى مجموعة البريكس على التعاون الصيني الأفريقي"، موضحًا انعكاسات هذه الخطوة على الشراكة الاقتصادية بين الصين وأفريقيا.

وفي سياق متصل، قدم الدكتور تشى تشيانغفاى محاضرة تحت عنوان "التبادلات والتعلم المتبادل للحضارة الإسلامية في العصر الجديد"، حيث ناقش دور التفاعل الثقافي بين الحضارات في تعزيز العلاقات الدولية. بينما اختتم الدكتور حسن رجب المحاضرات بمداخلته حول "نموذج جديد للتعلم المتبادل والفوز بين الحضارات الصينية والأفريقية"، والتي تناولت آليات تعزيز التقارب الثقافي بين الجانبين.

قام بالتقديم والترجمة كل من الدكتورة إيمان مجدي، والدكتور أمير عبد الرحمن المدرسين بكلية الألسن.

وفي ختام الملتقى، ألقى كل من الدكتور حسن رجب، المدير التنفيذي لمعهد كونفوشيوس، والدكتورة تشو يونفان، نائب رئيس المعهد الصيني للدراسات الأفريقية، كلمات أكدوا فيها على أهمية هذه الفعاليات في تعزيز التفاهم المشترك بين الصين وأفريقيا، مشددين على ضرورة استمرار التعاون في مختلف المجالات لمواكبة التحديات والمتغيرات العالمية، وتعزيز سبل التبادل الثقافي والعلمي بين الجانبين.

Post a Comment

أحدث أقدم