✍️د.دعاء إبراهيم
شهدت محافظة الإسكندرية حادثة مأساوية بعدما أقدمت الطفلة ريناد عماد طالبة بالصف السادس الابتدائي في مدرسة كلية نوتردام دي سيون على إنهاء حياتها عبر القفز من شرفة الطابق الثامن بمنزلها جاءت هذه الخطوة الصادمة نتيجة تعرضها المستمر للتنمر من زملائها في المدرسة، مما أثر بشكل كبير على حالتها النفسية وأدى إلى معاناتها في صمت.
رسالة مؤثرة تكشف المعاناة
قبل اتخاذ هذا القرار المأساوي، تركت الطفلة ريناد رسالة مؤثرة لوالدتها، شرحت فيها مشاعرها ومقدار الألم النفسي الذي عانته نتيجة التنمر الرسالة كانت صرخة استغاثة متأخرة تكشف عن حجم المعاناة التي كانت تعيشها الطفلة في صمت.
ما هو التنمر ؟
التنمر هو أحد أشكال العنف التي يمارسها طفل أو مجموعة اطفال ضد طفل آخر بهدف الإزعاج بشكل متعمد ومتكرر.
ياخذ التنمر أشكالاً متعددة، منها:
التنمر اللفظي: كالشتائم والتحقير والسخرية .
الجسدي: كالضرب أو السرقة أو إتلاف ممتلكات الضحية
التنمر الاجتماعي: كالنبذ أو التجاهل أو الاستبعاد
التنمر النفسي: مثل النظرات العدائية أو التربص .
الأسباب وراء ظاهرة التنمر
تتعدد الأسباب التي تدفع الأطفال لممارسة التنمر، منها:
الرغبة في الحصول على قبول الآخرين .
اكتساب السلوك العدواني من البيئة المحيطة أو المنزل.
تأثير بعض الأغاني ذات الكلمات العنيفة التي تروج للعنف بشكل غير مباشر.
التنمر وتأثيره على الصحة النفسية للأطفال
التنمر ليس مجرد أفعال عدائية عابرة، بل هو ظاهرة عدوانية تترك آثاراً نفسية خطيرة على الضحية، مثل فقدان الثقة بالنفس، العزلة الاجتماعية، والاكتئاب، وفي بعض الحالات قد يصل الأمر إلى إنهاء الحياة كما حدث مع الطفلة ريناد.
كيف نواجه التنمر ؟
للحد من ظاهرة التنمر، يجب اتباع عدة خطوات فعالة، منها:
تشجيع الأطفال على التحدث حث الطفل على إبلاغ معلميه أو والديه بما يتعرض له.
تعزيز الحوار الأسري: التحدث مع الطفل بانتظام لاكتساب ثقته ومعرفة مشكلاته.
.2
تعليم الدفاع عن النفس : تعليم الطفل كيفية التعامل بثقة ووضوح مع المواقف الصعبة.
٣_اختيار الأصدقاء: توجيه الطفل لتكوين صداقات صحية وإيجابية.
رسالة أخيرة
حادثة الطفلة ريناد هي جرس إنذار للجميع، سواء داخل المدارس أو المنازل التنمر ليس مشكلة فردية، بل هو ظاهرة تحتاج إلى تضافر جهود الأسرة، المدرسة والمجتمع بأسره للتصدي لها. إنقاذ طفل من التنمر اليوم قد يعني إنقاذ حياة كاملة غداً.
إرسال تعليق